قال أبان بن عثمان: لمّا كان
من الغد من يوم اُحد نادى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في المسلمين فأجوبوه، فخرجوا على علّتهم وعلى ما أصابهم من القرح، وقدم عليّاً بين يديه براية
المهاجرين حتّى انتهى إلى حمراء الأسد ثمّ رجع إلى المدينة، فهم الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وخرج أبو سفيان حتّى انتهى إلى الروحاء، فأقام بها وهو يهم بالرجعة على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ويقول: قد قتلنا صناديد القوم فلو رجعنا استأصلناهم. فلقي معبد الخزاعيّ فقال: ما وراءك يا معبد؟
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]قال: قد والله تركت محمّداً وأصحابه وهم يحرقون عليكم، وهذا عليّ بن أبي طالب قد أقبل على مقدّمته في الناس، وقد اجتمع معه من كان تخلّف عنه، وقد دعاني ذلك إلى أن قلت شعراً.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]قال أبو سفيان: وماذا قلت؟
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]قال: قلت:
كادت تهدّ منَ الأصواتِ راحلتي * إذ سالتِ الأرضُ بالجردِ الأبابيلِ
تردي باُسدٍ كرامٍ لا تنابلةً * عندَ اللقاءِ ولا خرقٍ معازيلِ الأبيات ـ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]فثنى ذلك أبا سفيان ومن معه، ثمّ مرّ به ركب من عبد القيس يريدون الميرة من المدينة، فقال لهم: أبلغوا محمّداً أنّي قد أردت الرجعة إلى أصحابه لأستأصلهم وأوقر لكم ركابكم زبيباً إذا وافيتم عكاظ.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]فأبلغوا ذلك إليه وهو بحمراء الأسد، فقال عليه السلام والمسلمون معه: «حسبنا الله ونعم الوكيل».
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ورجع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من حمراء الأسد إلى المدينة يوم الجمعة، قال: ولمّا غزا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّمحمراء الأسد وثبت فاسقة من بني خطمة يقال لها: العصماء اُمّ المنذر بن المنذر تمشي في المجالس الأوس والخزرج وتقول شعراً تحرّض على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وليس في بني خطمة يومئذ مسلم إلاّ واحدٌ يقال له: عمير بن عدّي، فلمّا رجع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم غدا عليهاعمير فقتلها ، ثمّ أتى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال: إنّي قتلت اُمّ المنذر لما قالته من هجر. فضرب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم على كتفيه وقال: «هذا رجل نصر الله ورسوله بالغيب، أما إنّه لا ينتطح فيهاعنزان».قال عمير بن عدّي: فأصبحت فممررت (ببنيها)وهم يدفنونها فلم يعرض لي أحد منهم ولم يكلّمني.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ثمّ كانت غزوة الرجيع بعث رسول الله مرثد بن أبي مرثد الغنوي حليف حمزة، وخالد بن البكير، وعاصم بن ثابت بن الأفلج، وخبيب بن عدي، وزيد بن دثنة، وعبدالله بن طارق، وأمير القوم مرثد لمّا قدم عليه رهطٌ من عضل والديش وقالوا: ابعث معنا نفراً من قومك يعلّموننا القرآن ويفقّهوننا في الدين، فخرجوا مع القوم إلى بطن الرجيع ـ وهو ماء لهذيل. فقتلهم حي من هذيل يقال لهم: بنو لحيان، واُصيبوا جميعاً.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وذكر ابن اسحاق: أنّ هذيلاً حين قتلت عاصم بن ثابت أرادوا رأسهليبيعوه من سلافة بنت سعد، وقد كانت نذرت حين اُصيب ابناها باُحد لئن قدرت على رأسه لتشربنّ في قحفه الخمر فمنعتهم الدَبر ، فلمّا حالت بينهم وبينه قالوا : دعوه حتّى نمسي فتذهب عنه . فبعث الله الودي فاحتمل عاصماً فذهب به، وقد كان عاصم أعطى الله عهداً أن لا يمسّ مشركاً ولا يمسّه مشرك أبداً في حياته، فمنعه الله بعد وفاته ممّا امتنع منه في حياته.